ظهور سمكة “يوم القيامة” للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر

شهدت شواطئ كاليفورنيا مؤخرًا حادثة استثنائية أثارت فضول العلماء والجمهور على حد سواء، حيث تم العثور على سمكة “المجداف”، المعروفة بأسطورة “سمكة يوم القيامة”، نافقة على شاطئ غراندفيو في إنسينيتاس. هذه الحادثة الثانية من نوعها خلال ثلاثة أشهر فقط أعادت الجدل حول ارتباط هذه السمكة النادرة بالكوارث الطبيعية، وأبرزت الفرص التي توفرها لدراسة أعماق المحيط وسلوكيات هذه الكائنات الغامضة.

الحادثة وتفاصيلها

تم العثور على السمكة، التي يبلغ طولها حوالي 10 أقدام، من قِبل معهد سكريبس لعلوم المحيطات التابع لجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، ونُقلت إلى مختبر المعهد لدراستها. يأتي هذا الاكتشاف بعد حادثة مشابهة في أغسطس/آب الماضي، عندما تم العثور على سمكة مجداف أخرى بطول 12 قدماً في كهف “لا جولا” على بعد 20 ميلاً من الموقع الحالي

أسباب ظهور السمكة على الشواطئ

على الرغم من ندرة ظهور سمكة المجداف، إلا أن العلماء يربطون بين ظهورها والتغيرات البيئية في المحيط. يشير بن فريبل، مدير مجموعة الفقاريات البحرية بمعهد سكريبس، إلى أن التغيرات في ظروف المحيط، مثل ظواهر النينيو والنينيا، قد تكون السبب وراء ظهور هذه الكائنات.

  • ظاهرة النينيو والنينيا: ترتبط هذه الظواهر بتغيرات درجات حرارة سطح المحيط والرياح في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ، مما يؤثر على النظم البيئية البحرية.
  • المد الأحمر: وهو تكاثر غير طبيعي للطحالب البحرية المجهرية في المياه الساحلية، قد يسهم أيضاً في نفوق هذه الكائنات أو دفعها نحو السطح.

الأساطير: بين الخيال والعلم

لطالما ارتبطت سمكة المجداف في الأساطير بالكوارث الطبيعية، خاصة الزلازل والتسونامي. في اليابان، تُعرف السمكة باسم “ريوجين نو تسوكاي”، أو “حامل رسائل إله البحر”، حيث يعتقد البعض أنها تحمل إنذارات من الأعماق.

  • حوادث مشهورة:
    • في فبراير/شباط 2010، ظهرت تقارير عن رؤية أسماك مجدافية نافقة على شواطئ تشيلي قبل زلزال بقوة 8.8 درجات.
    • في 2011، تم رصد أكثر من 20 سمكة مجداف على شواطئ اليابان قبل الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 9 درجات.
    • في كاليفورنيا، أغسطس/آب 2024، عُثر على سمكة مجداف نافقة أعقبها زلزال بقوة 4.6 درجات في لوس أنجلوس.

لكن الدراسات العلمية الحديثة، مثل دراسة يابانية نُشرت عام 2019، لم تجد دليلاً علميًا يدعم هذا الارتباط المباشر، مما يجعل هذه المزاعم أقرب للأساطير الشعبية.

فرصة نادرة للبحث العلمي

على الرغم من الغموض والأساطير المحيطة بسمكة المجداف، يرى الباحثون أن ظهورها يوفر فرصة استثنائية لدراسة بيئتها وسلوكها، وربما يكشف عن تغيّرات أعمق في النظام البيئي للمحيطات. يشير فريبل إلى أن مشاهدات نادرة كهذه تفتح نافذة للتعرف على حياة هذه الكائنات الغامضة وكيفية تفاعلها مع التغيرات البيئية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى