الدكتور حاتم الغزال يعلن عن خبر سار
التطوّر الكبير الذي حصل في مجال طب الإنجاب جعلنا نجد حلولا طبية لأكثر من80% من حالات العقم عند الرّجال و لكننا لا نزال اليوم نقف عاجزين عن المساعدة على الإنجاب عندما يكون الزوج غير قادر تماما على إنتاج الحيوانات المنوية و هو ما يسمى بفقد النطاف الكلي أو “أزووسبرميا” و بالتالي نشخّص الحالة كعقم نهائي غير قابل للعلاج.
فقد النطاف الكلي يصيب تقريبا1% من الرجال و سببه الرئيسي خلل جيني يتسبب في إعاقة إحدى مراحل إنقسام خلايا الأمشاج و بالتالي التوقف التام و النهائي عن إنتاج الحيوانات المنوية.
قام فريق بحث أمريكي مؤخرا بإستعمال تقنية الحمض النووي المرسال التي إستعملناها للتلقيح ضد كورونا و لكن هذه المرة لصناعة البروتين المنقوص بسبب الطفرة الجينية المسببة للعقم. عملية الحقن تمت في خصية الفئران التي وقعت عليها التجربة فكان النجاح باهرا بتمكّن تلك الفئران من إنتاج حيوانات منوية عادية نتج عنها حمل الإناث المرافقة لهم.
هذا النجاح يفتح لنا بابا كبيرا من الأمل في العلاج الجيني خلال السنوات القليلة القادمة للعقم عند الرجال و كذلك عند النساء اللاتي تحملن نفس أنواع الخلل في إنتاج البويضات حيث يكفي القيام بتشخيص الجين الحامل للطفرة المسببة للعقم ثم حقن المصاب في الخصية أو في المبيض بالحمض النووي المرسال الخاص بذلك الجين فيتم إصلاح الخلل بإنتاج البروتين السليم خلال مدة قصيرة كافية لإنتاج الحيوانات المنوية أو البويضات التي سنستغلها للقيام بعملية التلقيح.